تحليل العلاقات الدولية في الاتجاه الماركسي
يرتبط الاتجاه الماركسي في تحليل العلاقات الدولية بمرجعية فلسفية على قدر كبير من العمق. تتمثل هذه المرجعية في ما يعرف بالمادية الجدلية، وهي تعود إلى عالم الاجتماع والاقتصاد كارل ماركس (1883-1818)، وبدرجة أقل وضوحا رفيق دربه ومعاونه فريديريك إنجلز (1895-1820) الذي ساعده في تحرير البيان الشيوعي Communist Manifesto . غير أنها (المادية الجدلية) في الواقع لم تكن ابتكارا خاصا به، بل تعود إلى تأثره بالتراث الفكري الهائل لأستاذه جورج فريديريك هيجل (1831-1818).

ويمثل الفيلسوف لودفيج فيورباخ (1872-1804) همزة الوصل بينهما، لأنه أو ل من وضع تفسيرا ماديا للجدلية الهيجلية. حيث "تصور تاريخ العالم، ليس على أنه مظهر لتطور العقل أو الروح كما قال هيجل، بل على أنه مظهر لتطور المادة. وقد ارتبط ماركس بهذا الفيلسوف
 ارتباطا قويا، ولكنه وقع في نفس الوقت تحت تأثير المادية العلمية [وليدة عصره آنذاك]، وهو ما يفسر حماس ماركس للعلم، وعقيدته العميقة الساذجة في التقدم وتعاطفه مع مذهب التطور الذي قدمه دترون." 
       وقد أخذ فلاديمير أوليانوف (المعروف باسم لينين) (1924-1870) بنظريات ماركس وإنجلز وصاغها في إطار نظام شامل انتهى إلى أن أصبح يعرف بالماركسية اللينينة والتي نجدها تحت مسمى النظرية الامبريالية التي ظهرت في كتابه الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية وذلك في عام 1917 م وقد كان لهذه النظرية ثقل خاص في فترة بين الحربين.  وقد مثلت هذه الأخيرة العقيدة الرسمية والثابتة للحزب الشيوعي السوفيتي (خلال النصف الثاني من القرن الماضي)، خاصة بعد حالة القدسية التي أضفاها عليها جوزيف ستالين. وتجدر الإشارة إلى أن جميع النقاشات التي عرفتها الفلسفة الروسية خلال تلك المرحلة ظلت دائما في حدود هذا الاتجاه ولم تخرج عنه، كما أنها لم تمس أيا من القضايا الرئيسية للنظام الفلسفي الذي أقره ستالين .لدرجة أن تاريخ الفلسفة لا يذكر أسماء أي من الذين ألفوا كتبا أو مقالات في الفلسفة الماركسية، لأنهم لم يكونوا يفعلون شيئا إلا ترديد وتأكيد مقولات ماركس ولينين.
ان نجاح الثورة البلشفية 1917 م ادى الى تجسد الفكر الماركسي على الواقع .و مع نهاية الحرب العالمية الثانية وصعود الاتحاد السوفييتي كقوة في العلاقات الدولية ومحاولته نشر الافكار الماركسية في العالم من خلال ما يعرف بنقل الثورة الى الدول.فقد برز الفكر الماركسي في العلاقات الدولية كمنافس للأفكار الواقعية واللبرالية .كما انه برز فيما بعد في افكار عديدة اهمها تبعية دول الهامش للمركز  .

Post a Comment

Previous Post Next Post