دراسة المثاقفة
1.    التعريف المعتمد للمثاقفة ، وهو : " المثاقفة هي مجموع الظواهر الناتجة عن احتكاك مستمر ومباشر بين مجموعات أفراد تنتمي إلى ثقافات مختلفة تؤدي إلى تغييرات في الأنماط الثقافية الأولية للجماعة أو الجماعات " .
2.    التفريق بين المثاقفة والتغير الثقافي : على اعتبار أن المثاقفة شكل من أشكال التغير الثقافي والذي قد ينشأ – أي التغير الثقافي – لأسباب داخلية في الثقافة نفسها .
3.    التفريق بين المثاقفة والتماثل : على اعتبار أن التماثل هو ذوبان ثقافة الجماعة نهائيا ً في ثقافة الجماعة المهيمنة .
4.    التفريق بين المثاقفة والانتشار : فالانتشار عملية تسير في جانب واحد ولا تستدعي احتكاكا ً مستمرا ً أو مباشرا ً بخلاف المثاقفة فهي تسير بالاتجاهين ( بمعنى أن المجموعة هي معطية وآخذه في نفس الوقت ) وتتطلب الاحتكاك المستمر والمباشر .
5. تصنيف الاحتكاكات الثقافية كالتالي :
- تبعاً لوقوع الاحتكاكات بين المجموعات كلها أو بين سكان بأكملهم ومجموعات خاصة من سكان آخرين(البعثات التبشيرية، المستعمرين، المهاجرين ..)
-تبعاً لكون الاحتكاكات ودية أو معادية،
-تبعاً لكون هذه الاحتكاكات تقع بين مجموعات تتساوى في حجومها، أو بين مجموعات مختلفة الحجوم.
- تبعاً لكون هذه الاحتكاكات تقع بين مجموعات ثقافية ذات مستوى واحد من التعقيد أولاً.
هناك نظرة تخوف من المثاقفة ، إلا أن باستيد  بدد هذه المخاوف عن طريق اقتراحه لمفهوم " الاتجاه أو الميل " والذي يعني : أن الثقافة الأولية تنتخب وتختار عناصر ثقافية معينة وفق ميولها واتجاهها ، وبالتالي فلا مبرر للخوف من غياب الثقافة المقترضة أوتغير منطقها الداخلي .
أما " هيرسكوفيتش "فقد عمق هذا المفهوم من خلال ابتكاره لمفهوم " إعادة التأويل " الذي يعرفه بأنه : " العملية التي يتم من خلالها نسبة الدلالات القديمة إلى عناصر جديدة، أو التي من خلالها تقوم القيم الجديدة بتغيير الدلالة الثقافية للأشكال القديمة ". وهو يعني بهذا أن الثقافة المقترضة حين تقرر اقتراض عنصر ثقافي معين فإنها تعيد تفسيره وفق معاييرها الخاصة بها وضرب على ذلك مثالاً  بشعب " الغوكوركاما " الذي اقترض لعبة كرة القدم من المبشرين ولكنه قام بإعادة تأويلها وتفسيرها فحولها من طقس تنافسي إلى طقس هدفه تعزيز التضامن فيما بينهم عن طريق اشتراطهم المسبق بعدم إيقاف اللعب حتى يتم التعادل ، مما يعني أن اللعب قد يستمر لعدة أيام .  

Post a Comment

Previous Post Next Post