ماذا يعني التحليل الوظيفي للثقافة عند مالينوفسكي ؟
رأى مالينوفسكي أن الأفراد يمكنهم أن ينشئوا لأنفسهم ثقافة خاصة ، تضمن لهم إشباع حاجاتهم الأساسية ، البيولوجية ، والنفسية ، والاجتماعية . ولذلك ربط الثقافة بجوانبها المختلفة المادية والروحية والاجتماعية بالاحتياجات الإنسانية ، مؤلفا ً ما أسماه بـ " نظرية الحاجات " ، فالثقافة لديه كيان كلي وظيفي متكامل ، يماثل الكائن الحي ، بحيث لا يمكن فهم دور وظيفة أي عضو فيه ، إلا من خلال معرفة علاقته بأعضاء الجسم الأخرى ، وإن دراسة هذه الوظيفة بالتالي تمكن الباحث من اكتشاف ماهية كل عنصر وضرورته في هذ الكيان المتكامل .
فمثلا ً عندما يعمد " فرويد " إلى  تفسير علاقة الابن بالأم بأنها علاقة جنسية مؤلفا ما أسماه بـ " عقدة أوديب " فإن مالينوفسكي ينظر بنظرة مختلفة فهو يفسر تحريم العلاقات الجنسية بين المحارم بما في ذلك الابن والأم تفسيراً وظيفيا ً فيقول : إن هذا التحريم يمنع ما قد ينشأ من صراعات داخلية بسبب الغيرة والتنافس وهذا ما يحفظ تماسك الأسرة ومن ثم المجتمع ، فهو قد فسر التحريم بوظيفته

Post a Comment

Previous Post Next Post