مشكلة البحث

: Research Problem

إن اختيار موضوع البحث يقودنا مباشرة إلى تحديد مشكلة البحث تحديدا دقيقا بحيث يتم توجيه البحث بما يخدم في علاج هذه المشكلة.
و نقصد بمشكلة البحث, إحساس الباحث و شعوره بنقص في المعلومات اتجاه قضية ما , أو اختلاط هده المعلومات , أو إحساسه بالغموض و القلق و الجهل بمسألة معينة أو أسباب مشكلة معينة وأسلوب علاج قضية ما , ويبدأ البحث بتساؤلات تجول في خاطر الباحث , ورغبة تنشأ عند الباحث لاستكشاف خصائص معينة , و البحث في أسباب مشكلات معينة أو اقتراح حلول لمشكلات تواجه المجتمع أو الباحث .
أ.  وعند اختيار مشكلة البحث:
1 - يفضل أن تكون المشكلة في حدود تخصص الباحث حتى يتمكن من تحليلها بصورة عميقة ويكون مؤهلا لعلاجها. هذا بالإضافة إلى معرفته بمصطلحاتها والمبادئ والمفاهيم الأساسية المتعلقة بها. كل هدا يساهم في قدرة الباحث على تحليله للمشكلة واستخدامه للأدوات والأساليب المناسبة.
2 - كما ولابد من توفر البيانات التي تمكن من علاج المشكلة بالشكل العلمي الصحيح, ذلك أن عدم توفر البيانات اللازمة لا يمكن للباحث من إنجاز بحثه بالشكل المناسب.
3 - وعلى الباحث عند تحديد المشكلة أن يطمئن إلى توفر الأدوات والتجهيزات اللازمة والمساعدة للدراسة، كما عليه أن يطمئن للكادر البشرى اللازم للمساعدة في هذه المسألة من تطلب الأمر.
4 - هذا بالإضافة إلى توفر الوقت والجهد اللازمان لإتمام الدراسة حتى يتم إنجازها بالشكل المتناسب، وحتى لا ينقطع الباحث عن تنفيذ هذا البحث (أنظر عريفج وأخرون، 1987).

وقد أورد الرفاعى (1998) مجموعة من الخصائص التي لا بد من توفرها في مشكلة البحث نذكرها باختصار:
1_ أن تكون المشكلة قابلة للبحث, وليست مجرد مسلمات أو لا يمكن مناقشتها لأسباب دينية أو غير ذلك.
2_ أن تعبر المشكلة عن موضوع أصيل قدر الإمكان و أن لا يكون قد أشبع بحثا.
3_ أن تكون مشكلة الدراسة ضمن إمكانات الباحث المالية والزمانية والتخصصية.
4_أن تكون مشكلة البحث متبلورة في ذهن الباحث، من حيث معرفته بمدى سعة المشكلة وضيقها، وقدرته على علاجها في حدود الوقت والمال المتاح.

 و أضاف قنديلجى (1999) مجموعة من الأسس و الخصائص للمشكلة كالتالي :
5 - انسجام المشكلة مع رغبات الباحث.
6 - مدى توفر مساعدات إدارية أو وظيفية لبحث المشكلة.
7 - أهمية المشكلة وفائدتها العلمية والاجتماعية.
8 - أصالة المشكلة.
9 - إمكانية تعميم نتائج المشكلة.
10 -علاقة المشكلة بدائرة أو مؤسسة وطنية أو قومية محددة.
ب. عرض مشكلة البحث:
يدمج البعض بين مشكلة البحث وفرضيته الأساسية، بحيث يعتبر أن مشكلة البحث هي الفرضية الأساسية له[1].
ويمكن صياغة مشكلة البحث عموما على هيئة سؤال أو على الصورة التقريرية. فمثلا : تصاغ المشكلة على الصورة التقريرية بالشكل التالي:
( الانخفاض الواضح في مستوى التعليم في دولة كذا يؤثر سلبا على الخل القومي فيها) . أو بالصورة:
( انتشار البطالة في المجتمع الفلسطيني، كان له الأثر الواضح على السلوك الاقتصادي والاجتماعي للأفراد وسبب العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية).
أما صياغة المشكلة على صيغة سؤال فتكون على الهيئة التالية :
( ما أثر ارتفاع المستوى التعليمي على الناتج القومي في دولة كذا؟) .
( ما أثر البطالة على السلوك الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الفلسطيني؟).
(ما مستوى التفكير الاستراتيجي لدى المدير الفلسطيني؟).
(ما واقع الرقابة الداخلية لدى الوزارات الفلسطينية؟).

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن صياغة المشكلة على أي من الهيئات السابقة، لا يأتي إلا بعد إطلاع واسع وقراءات عميقة تمكن الباحث من الصياغة بالشكل المناسب الذي يضمن له إنجاز بحثه فيما بعد.


[1] ) أنظر المشوخي حمد، تقنيات ومناهج البحث العلمي ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2002.

Post a Comment

Previous Post Next Post