مقدمة
مرحلة جمع البيانات من خلال استخدام الوسائل والأدوات المناسبة. يهدف هذا الفصل إلى تعريف القارئ على أدوات البحث العلمي، وكيفية استخدامها بصورة سليمة من أجل جمع البيانات المناسبة عن الظاهرة موضع البحث. يتكون الفصل من ست مباحث وهي كالأتي: 1) الأساليب الإسقاطية في جمع البيانات، 2) الاختبارات، 3) القياس، 4) الملاحظة، 5) المقابلة، 6) الاستبيان.

5 . 1 : الأساليب الاسقاطية       Projection Techniques
يلجأ الباحث إلى الأساليب الإسقاطيه في البحث العلمي عندما يرفض الباحث أو لا يستطيع التعبير عن رأيه وعن المشاعر الكامنة لدية. ويلجأ الباحث إلى هذا الأسلوب عندما يتعذر عليه استخدام أسلوب الاستبانة أو المقابلة أو الملاحظة في جمع البيانات المطلوبة حول الظاهرة موضع البحث (عبيدات وآخرون، 1997).

5 . 1 . 1: الأساليب المستخدمة في الإسقاط

هناك ثلاث مجموعات من الأساليب (غرايبة وأخرون، 1997):
1-  أساليب استخدام الصورة أو مجموعة من الصور، حيث يطلب من المبحوث تفسير الصور وماذا تعني بالنسبة له. مثال على ذلك اختبار رورشاخ والذي يقوم على تقديم مجموعه من نقاط الحبر الملون بأشكال مختلفة إلى عدد من المبحوثين ثم يطلب من المبحوثين تحديد ماذا يعني كل شكل بالنسبة لهم، وهذا يساعد على تحديد النواحي الخاصة بالمبحوثين. وقد يعطى المبحوث صور كالكاريكاتير ويطلب منه التعليق عليها بشكل عفوي وسريع دون تفكير أو تحليل.
2-  أسلوب العبارات والجمل حيث يعرض على المبحوث بعض المصطلحات ويطلب منه إعطاء مصطلحات مرادفة لها، أو عرض الجمل أو القصص من أجل تفسيرها أو التعليق عليها. وقد يعطى المبحوث مجموعة من العبارات الناقصة ثم يطلب منه إكمالها.
3-  الأساليب السيكودراميه، وهنا يطلب من المبحوث تمثيل دور شخص معين ومن خلال ذلك يتم التعرف على الجوانب الخفية للمبحوث، وقد يتم تقسيم المبحوثين إلى مجموعات من أجل الدفاع على أراء وأفكار معينة وهذا يعطي بشكل غير مباشر الموقف الخفي للمبحوثين.

5 . 2 : الاختبارات Tests   
الاختبارات هي وسيلة لقياس السلوك بطريقة كمية أو كيفية عن طريق توجيه أسئلة أو من خلال استخدام الصور والرسوم (زويلف والطراونة، 1998). وتعدد استخدامات الاختبارات، فقد تستخدم في قياس أداء الطلبة في مادة معينة، وقياس المهارات المكتسبة من التدريب ومعرفة مدى كفاءة الوسائل التدريبية، وكذلك تستخدم لأغراض الترقية والتعيين. وتستخدم الاختبارات في الكشف عن الفروق بين الأفراد والجماعات والفروق بين الأعمال (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998).

5 . 2 . 1 : أغراض الاختبارات (عبيدات وآخرون، 1998)

1-  المسح وهذا يتم عند الحاجة إلى جمع بيانات ومعلومات عن واقع معين.
2-  القيام بالتنبؤ لما يمكن أن يحدث من تغير على ظاهرة ما أو سلوك ما.
3-  التشخيص وذلك عند الحاجة إلى تحديد نواحي القوة أو الضعف في مجال ما.
4-   إيجاد العلاج والحلول لمشكلات ما.

 

5 . 2 . 2 : صفات الاختبار الجيد

إن أهم ما يتصف به الاختبار الجيد ما يلي (عبيدات وعدس وعبد الحق، 1998):
1-  الموضوعية Objectivity
المقصود بالاختبار الموضوعي هو ذلك الاختبار الذي يعطي نفس النتائج مهما اختلف المصححون. فالشخص الممتحن يحصل على نتائج متقاربة حتى لو صحح الاختبار أكثر من شخص.
والاختبار الموضوعي تكون أسئلته محددة وإجاباته محددة، بحيث يكون للسؤال الواحد إجابة واحدة لا لبس فيها.
2-  الصدق Validity
الاختبار الصادق هو الذي يقيس الجانب الذي أعد من أجل قياسه. فلو وضع الاختبار من أجل قياس قدرة الأطفال على الكتابة يجب أن يقيس هذه القدرة، فلو كانت نتيجة القياس هو قياس القدرة على العد والحساب فالاختبار هنا لا يمكن أن يتصف بالصدق.
3-  ثبات الاختبار Reliability
يتصف الاختبار بالثبات عندما يعطي نفس النتائج أو نتائج متقاربة إذا طبق أكثر من مرة في ظروف مماثلة. فلو استخدم اختبار قياس ذكاء طالب ما وحصل على درجه 120 فان هذا الطالب يجب أن يحصل على نفس النتيجة تقريبا لو تقدم لنفس الاختبار بعد أسبوعين أو شهر مثلا.

5 . 3 :  القياس Measurement

يعرف القياس مفاهيميا بأنه "الإجراء الذي يتم بواسطته تحديد قيم رمزية (أرقام، حروف ... الخ) للخصائص التي يتصف بها المتغير محل القياس، ولا بد أن ترتبط هذه الخصائص مع بعضها بنفس العلاقة التي ترتبط بها الخصائص المتعلقة بوحدة التحليل (فرد أو مؤسسة) إذا ما أريد استخدامها كمعلومات ذات دلالة وأهمية" (معلا، 1994، ص 67).



5 . 3 . 1 : خصائص المقياس الصحيح

لكي يكون المقياس صحيحا لابد إن تتوافر فيه خاصتين رئيستين (معلا، 1994):
1-  الشمولية الجامعة Exclusivity : وتعني أن يشتمل المقياس على كافة القيم التي يمكن إن يأخذها المتغير محل القياس. فالمقياس يجب إن يكون قادر على قياس المتغير المطلوب قياسه، وأن يقيس كافة الأبعاد التي يتكون منها ذلك المتغير.
2-    الشمولية المانعة Mutual Exclusivity : وتعني أن كل خاصية من الخصائص التي يتكون منها المتغير يجب أن تقاس ببعد واحد فقط من أبعاد القياس. فكل بعد من أبعاد المقياس يجب أن يوجه لقياس خاصية معينة من خصائص المتغير لا يتم قياسها ببعد أخر. مثال: يحتاج الباحث إلى وضع أربع أبعاد هم: متزوج، أعزب، مطلق، أرمل على المقياس الذي يقيس الحالة الاجتماعية للمبحوث.

5 . 3 . 2 : أنواع المقاييس Types of Scales (معلا، 1994؛ جامعة القدس المفتوحة، 1998)
هناك أربعة أنواع من المقاييس يمكن استخدامها في البحث العلمي وهي: 1) المقاييس الاسمية، 2) المقاييس الترتيبية، 3) المقاييس المدرجة، 4) مقاييس النسب.

5 . 4 : الملاحظة Observation

يمكن تعريف الملاحظة بأنها عملية توجيه الحواس لمشاهدة ومتابعة سلوك معين أو ظاهرة معينة وتسجيل جوانب ذلك السلوك وخصائصه (بوحوش والذنيبات، 1989). وهناك من يعرف الملاحظة "بأنها عبارة عن عملية مشاهدة، أو متابعة لسلوك ظواهر محددة، أو أفراد محددين خلال فترة، أو فترات زمنية محددة، وضمن ترتيبات بيئية تضمن الحياد، أو الموضوعية لما يتم جمعة من بيانات، أو معلومات" (جامعة القدس المفتوحة، 1998، ص 133).
وتعتبر الملاحظة من أهم الوسائل المستخدمة في جمع البيانات حول الظواهر الاجتماعية والإنسانية.
أمثلة على استخدام الملاحظة: دراسة سلوك الطفل، وفي التعرف على سلوك التلاميذ في المدارس، وكذلك تستخدم في مجال بحوث التسويق عند الرغبة في التعرف على توقيت الشراء، ونوعية ما يتم شراؤه، وكيفية الشراء، ملاحظة تصرفات العاملين ومستوى أدائهم تحت ظروف رقابة مختلفة.

1 Comments

  1. بارك الله فيك على البحث .. أتمنى لو أنك تضيف قائمة المراجع

    ReplyDelete

Post a Comment

Previous Post Next Post