ماهية التكامل الاقتصادي وأشكاله ومضامينه

التكامل الاقتصادي                                     Economic Integration
        إن مفهوم التكامل الاقتصادي بين الدول منفصلة قد ظهر لأول مرة في أدب التاريخ الاقتصادي مع "فنير 1950 الذي وضع أساس نظرية الاتحاد الجمركي التي تمثل جوهر نظرية التكامل الاقتصادي الحر.
  فالتكامل الاقتصادي هو صيغة للتكامل الاقتصادي تتم بين مجموعة من الدول المتجانسة تاريخيا أو ثقافيا أو حضاريا أو اقتصاديا أو جغرافيا لتحقيق مصلحة اقتصادية مشتركة. ويسمى أيضا بالتكامل الاقتصادي الإقليمي، حيث يتم تقسيم العمل والتبادل التجاري بين بلدان المنطقة الجغرافية الواحدة، والشروط الموضوعية للتكامل الإقليمي يختلف بعضها عن البعض الآخر في أوجه متعددة، فهي تتعلق بأوضاع البلدان المشتركة فيه وعلى مستوى التطور الذي وصل إليه القطر ، وكذلك على درجة المصلحة الاقتصادية بين الأقطار المشتركة في التكامل الاقتصادي والشروط الأساسية للاتفاقيات.
   إن مفهوم التكامل الاقتصادي يعتبر في منظور اللغوي إلى تجميع أجزاء الشيء أو تجميع أشياء مختلفة مع بعضها لتؤدي وظيفة معينة ، وبالتالي فإن التكامل الاقتصادي معناه تكاتف الجهود في مجال الاقتصادي أجل تحقيق أهداف اقتصادية معينة (1).
    ومن ناحية أخرى يمكن النظر إلى ا لتكامل الاقتصادي على أنه يمثل مجموعة من الترتيبات في شكل اتفاقية بين مجموعة من الدول التي تسعى إلى تعظيم المصلحة الاقتصادية المشتركة فيما بينها عبر الزمن.
   ومن الضروري التأكيد على أنه إذا كانت هناك صعوبة الوصول إلى تعريف محدد للتكامل الاقتصادي إلا أنه له مفهوم شمولي له يتلخص في أن:
  التكامل الاقتصادي ما هو ألا عمل إرادي من قبل دولتين أو أكثر، يقوم بإزالة كافة الحواجز والقيود أو الحواجز الجمركية والكمية على التجارة الدولية في السلع وانتقال عناصر الإنتاج، كما يتضمن تنسيق للسياسيات الاقتصادية وإيجاد نوع من تقسيم العمل بين الأعضاء بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف التي تعظم المصلحة الاقتصادية المشتركة لكافة عضو ، مع ضرورة توافر فرص متكافئة لكل عضو من الدول الأعضاء . 


**************************************************************************
(1) الدكتور عبدا لمطلب عبدا لحميد ، السوق العربية المشتركة ، ص17 ، مجموعة النيل العربية ،2003 ، القاهرة .
- 19 -
أشكال التكامل الاقتصادي

  1. منطقة تجارة حرة Free Trade ، وهي أن تصبح الدول التي يتم فيها ضمن إطار منطقة التجارة الحرة سوقاً واحدة تجعل حرية انتقال السلع ، وهو ما يوسع السوق أمام منتجات هذه الدول بالشكل الذي يحفزها ويشجعها على التوسع في إنتاجها ، من خلال إلغاء الرسوم الجمركية  والقيود الكمية والأجراء ات الإدارية .
  2.  الاتحاد الجمركي  Union Customs : تزال القيود بين الدول وينشأ جدار جمركي توجد بموجبه التعريفة في مواجهة العالم الخارجي.
  3. السوق المشتركة Common Market    تلغى التعريفة الجمركية والحواجز التي تعيق تنقل السلع ورؤوس الأموال والعناصر البشرية.
  4. الاتحاد الاقتصادي Economic Union   تلغى التعريفة الجمركية والحواجز التي تعيق تنقل السلع ورؤوس الأموال والعناصر البشرية وكذلك التنسيق بين السياسات الاقتصادي للدول الأعضاء.
  5. التكامل الاقتصادي التام Complete Economic Integration وهو الشكل الذي يتم فيه توحيد السياسات الاقتصادية والاجتماعية وسياسات التوزيع وهو يفرض إبداء نوع من المؤسسات تعرف باسم مؤسسات ما فوق الدول تكون قراراتها ملزمة (1).
وحيث يتبين أن التكامل بكافة أشكاله أعلاه ، قد يتضمن إجراءات منها إلغاء القيود على انتقال السلع ، وإلغاء القيود على حركة رؤوس الأموال والأفراد ، وتحيد السياسات الاقتصادية.



*********************************************************************************************************
* ترجمة د.راشد البر واري،نظرية التكامل الاقتصادي ، دار النهضة العربية، ط1، سنة 1964، ص10.
 (1) فكري أحمد نعمان، النظرية الاقتصادية في الإسلام، ص466، مصدر سابق.
- 20 -
مقومات التكامل الاقتصادي ودوافعه :
    أولاً- مقومات التكامل الاقتصادي
     من المعلوم أن التكامل الاقتصادي يستند إلى عدة مقومات يقوم على أساسها، وعن هذه المعلومات الاقتصادية، والمعلومات السياسية التي يتمثل أبرزها في وجود أنظمة ذات طبيعة سياسية متماثلة حتى يكون هذا الأساس للتكامل الاقتصادي تام ، لذلك أن عدم التماثل بين الدول في طبيعة نظمها السياسي شكل أهم عائق أمام تكاملها، ومن هذه المقومات الاقتصادية ما يلي:
·       توفر الموارد الطبيعية ، ذلك أن المقوم يعتبر أساساً يستند إليه التكامل الاقتصادي في قيامه ونجاحه، وني حالة عدم توفر الموارد الكافية تشكل عائقاً في اكتمال الاقتصادية .
·       التخصص وتقسيم العمل، من المعلوم أن التكامل الاقتصادي حتى يوفر للدول المتكاملة عائدا نتيجة تكاملها يفوق ما يمكن أن يتحقق لها قبل هذا التكامل.
·       توفر عناصر الإنتاج اللازمة للعمليات الإنتاجية ، إن توفر رؤوس الأموال أو الموارد البشرية ، ويبرز هنا أهمية عنصر العمل الاختصاصي والفني. 
·       توفر طرق ووسائل النقل والاتصال، ويعتبر توفر وسائل النقل من أهم عناصر والمقومات التي تستند عليها عملية التكامل الاقتصادي.

Post a Comment

Previous Post Next Post