مرحلة إعداد خطة البحث               Research Proposal
       لابد للباحث من تحديد موضوع البحث والتعرف على مشكلته بشكل عام. وقبل البدء بمراحل البحث العلمي التطبيقية, يبدأ الباحث بالقراءة الواسعة والإطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة, من رسائل ماجستير ودكتوراه أو تقارير أو كتب ومراجع ودوريات أو حتى بالاتصال مع الخبراء والمتخصصين وبعد استقرار موضوع البحث بشكل عام ومشكلته, يلزم للباحث إعداد خطة أولية متكاملة لموضوع بحثه تشتمل على العناصر التالية:

4 . 2 . 1 : عنوان البحث

   إن اختيار عنوانا دقيقا للبحث مسالة مهمة، وعدم اختيار العنوان المناسب للبحث أو الدراسة هي من المشاكل الرئيسة التي تواجه الباحث، وخاصة الطلبة أثناء تقديم خطة البحث للمناقشة.
ولابد أن يتناول العنوان الموضوع بدقة, كما ينبغي أن يكون العنوان واضحا يعبر عن المحتوى بشكل صريح. ولا ينبغي للعنوان أن يتسم بالعمومية والفضفاضية بل ينبغي أن يتم اختيار ألفاظه بدقة لتعبر عن المطلوب. وقد يضع الباحث عنوانا رئيسيا (title) بالإضافة إلى عنوان فرعي (subtitle) يزيد من الوضوح والتحديد للمكان أو الفترة الزمانية أو ما شابه. و لا بد من شعور الباحث بمشكلة البحث بوضوح يساعد على اختيار العنوان وتحديده بدقة.

أ. أمثلة على عناوين للبحوث:

1 - العوامل المؤثرة على أداء مكاتب المحاسبة في فلسطين (دراسة حالة قطاع غزة) .
2 - معوقات الاستثمار الخارجي في قطاع غزة، دراسة ميدانية.

ب. مصادر تحديد الموضوع واختيار العنوان:
إن اختيار العنوان الجذاب والذي يجلب الانتباه، لحداثة موضوعه وأهميته مسالة مهمة، لكن ينبغي أن يأخذ الباحث في الاعتبار قدرته على إنجاز هذا البحث الذي هو مسئوليته الخاصة والذي سوف يعاني هو نفسه من مشاكل عدم القدرة على إنجازه. ويلجأ الباحث إلى مصادر عديدة قبل تحديد العنوان بدقة واختيار الموضوع، ومن هذه المصادر:
1- رسائل الماجستير والدكتوراه:
 حيث أن هذه الرسائل هي نفسها أمثلة مناسبة لاختيار موضوعات البحث, هذا بالإضافة إلى أن العديد من الرسائل توصي في خاتمتها بمواضيع بحثية مقترحة ليبدأ بها باحثون جدد. وتمتاز رسائل الماجستير والدكتوراه غالبا بحداثة المعلومات ودقتها مما يساهم في اختيار الموضوع بشكل صحيح.
2- التقارير والإحصائيات:
تبين الإحصائيات والتقارير المنشورة حقيقة الأوضاع بالنسبة للمواضيع المختلفة وتظهر مدى وجود ظواهر غامضة تحتاج إلى بحث أو مشاكل تحتاج إلى حلول.
فمثلا: بيانات وإحصاءات منشورة عن ميزان المدفوعات، التي تظهر خللا في هيكله وعجز واضحا فيه، يدعو الباحثين إلى دراسة أسباب الخلل وآليات سد العجز.
وهذه الطريقة من الآليات المناسبة لاختيار موضوعات البحوث، خاصة وأن الباحث في هذه الحالة يطمئن إلى توفر البيانات.
كذلك فان التقارير المنشورة تلعب نفس الدور، حيث أن التقارير تظهر حقيقة الواقع أو المشكلة أو الظاهرة بشكل مختصر يحتاج إلى بحث عميق لاستكشاف حقيقة الظاهرة وأسباب المشكلة و أساليب علاجها.
3-الكتب والمراجع:
وهي أيضا من مصادر تحديد موضوعات البحث, ذلك عبر دراسة النظريات المختلفة والآراء والأفكار المتاحة والمتوفرة في الكتب والمراجع، ومحاولة دراسة انطباقها على أرض الواقع. على سبيل المثال: فان نظرية الطلب تفيد بعلاقة عكسية بين السعر والكمية المطلوبة.
وعندما أخذ الاقتصادي "جيفن" هذه النظرية وطبقها على سلعة البطاطس في ايرلندا،  توصل إلى نظرية جديدة مفادها أن هناك علاقة طردية بين السعر والكمية المطلوبة لنوع من السلع يسمى بالسلع الرديئة أو سلعة جيفن. ويلاحظ أن هذا الموضوع كان موضوعا موفقا  وصالحا للبحث العلمي
4- البحوث العلمية المنشورة والمقالات:
وتمتاز البحوث العلمية بالحداثة والجدة، ومناقشتها لموضوعات مهمة ومرتبطة بالواقع. كما أن البحوث لقصرها لا تعالج الموضوعات من جوانبها المختلفة أو من كل أطرافها، ومن هنا يمكن أن تفتح أبوابا واسعة لموضوعات جديدة للبحث، سواء مرتبطة أو مستقلة عن البحوث أو المقالات السابقة لها.
5- اللجوء إلى الخبراء والمختصين أيضا آلية مناسبة لاختيار موضوعات البحث بما يفيد المجتمع لاعتماده بحوثا علمية ميدانية تطبيقية تعالج قضايا وتحل مشكلات هامة على أرض الواقع.
هذا بالإضافة إلى محيط العمل و الخبرة العملية التي تحدد للباحث مسار البحث ويضع يده على مشكلة أو ظاهرة تحتاج إلى مناقشة.
6- التكليف من جهة معينة لبحث موضوع معين يحتم على الباحث الالتزام في بحثه بهذا الموضوع, وهو من آليات اختبار موضوع البحث[1].

4 . 2 . 2 : المقدمة : Introduction
بعد صياغة عنوان البحث بالشكل المناسب في خطة البحث، يقوم الباحث بكتابة مقدمة في حدود صفحة واحدة ليضع القارئ في صورة الموضوع, وحتى يهيئ القارئ لمشكلة الدراسة وهدفها. وعليه فإن المقدمة تشمل مجموعة من الفقرات مرتبطة ارتباطا وثيقا بعنوان البحث. فإذا كان العنوان مثلا:

"تحليل الأداء للصناعات الصغيرة في فلسطين "

دراسة حالة قطاع غزة

فإن المقدمة تشتمل على مجموعة من الفقرات كالتالي:
فقرة عن فلسطين وواقعها الحالي وخاصة عن السلطة الوطنية الفلسطينية.
فقرة عن قطاع غزة وموقعها من فلسطين واقتصادياتها.
فقرة عن الصناعات الصغيرة عموما، وفي فلسطين علي وجه الخصوص.
فقرة عن قياس الأداء و أساليبه المستخدمة في الأدبيات السابقة.
وبناء عليه، فإن القارئ وإن لم يكن له معرفة سابقة عن قطاع غزة، فإنه يستطيع فهم مشكلة البحث و يهيئ نفسه لفهم الموضوع.


[1] )  لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى قنديلجي عامر،  البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات1999, إضافة إلى الرفاعي احمد،  مناهج البحث العلمي تطبيقات إدارية واقتصادية 1998. 

Post a Comment

Previous Post Next Post