المقابلة Interview

يمكن تعريف المقابلة على أنها معلومات شفوية يقدمها المبحوث، من خلال لقاء يتم بينة وبين الباحث أو من ينوب عنه، والذي يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة على المبحوثين وتسجيل والإجابات على الاستمارات المخصصة لذلك.
والمقابلات العلمية يجب تكون هادفة ومحددة الهدف. وفي العادة تجري المقابلات العلمية من أجل تحقيق أغراض عدة منها البحث والتوجيه والعلاج، وقد تتكرر المقابلات على فترات منتظمة وغير منتظمة (عاقل، 1979).

5 . 5 . 1 : أنواع المقابلات

يمكن تصنيف المقابلات إلى أربع أصناف (فاندلين، 1977):
1-  المقابلات الفردية Individual Interview:
تتم المقابلة بشكل فردي بين باحث ومبحوث بحيث يترك للمقابل (بالفتح) حرية التعبير عن رأيه وعن ذاته. وتعتبر المقابلة الفردية من أكثر المقابلات استخداما في البحوث الاجتماعية والإنسانية.
2-  المقابلة الجماعية Group Interview:
تتم المقابلة بشكل جماعي بين المقابل (بالكسر) وعدد من المقابلين، ويتميز هذا النوع من المقابلات بإعطاء بيانات ومعلومات معمقة ذات فائدة وتستخدم في القضايا المهمة والمعقدة. ومن مزايا هذا النوع من المقابلات أنه يمكن أن يساعد المبحوثين بعضهم بعضا على تذكر عناصر المعلومات أو مراجعتها.
ومن عيوبها انه قد يسيطر أحد أفراد الجماعة على جو المقابلة، أو عدم إعطاء الفرصة الكافية للآخرين لإبداء آراءهم. كذلك قد يحجم البعض عن ذكر مشاكلهم الشخصية أمام أفراد الجماعة. وقد يوجه المبحوثين المقابلة إلى الوجهة التي يريدونها مما يؤدي إلى إفشال المقابلة.
3-  المقابلة الحرة (غير المقننة) Unstructured Interview:
هذا النوع من المقابلات لا يعتمد على استخدام أسئلة محدده مسبقا. وبالتأكيد الباحث لدية فهم عام للموضوع ولكن ليس لدية قائمة أسئلة معدة مسبقا. وتتميز المقابلة الحرة بالمرونة حيث يمكن تعديل أو إضافة أسئلة في أثناء المقابلة. ويستخدم أسلوب المقابلات الحرة الغير موجهه في الغالب – في البحوث الاستكشافية Exploratory Research ، حيث تشكل هذه البحوث مرحلة أولية للقيام بدراسات معمقة لاحقا يتم فيها استخدام صحيفة استبيان رسمية (معلا، 1994).
مثال على ذلك: إذا رغب مدير التسويق في إحدى الشركات المنتجة للسكاكر والتي تقوم بدراسة إمكانيات دخولها لإحدى الأسواق الجديدة لمعرفة الخبرات السابقة لمستهلكين سابقين لهذه المنتجات، وما هي اتجاهاتهم نحوها، والمقترحات التي يوصون بها لتطوير هذه المنتجات. ففي مثل هذه الحالة، فان المقابلة الغير مقننة يمكن أن تعتبر مرحلة أولية للبدء بهذه الدراسة.
4-  المقابلة المقيدة (المقننة) Structured Interview:
تتم المقابلة المقيدة من خلال قيام الباحث بإعداد قائمة من الأسئلة قبل إجراء المقابلة، ويتم طرح نفس الأسئلة في كل مقابلة وبالغالب حسب نفس التسلسل, إلا أن ذلك لا يمنع من طرح أسئلة غير مخطط لها إذا ما رأى الباحث ضرورة لذلك (عبيدات وأبو نصار ومبيضين، 1997). وقد تكون الأسئلة المطروحة في هذا النوع من المقابلات ذات نهايات مقفلة بحيث يعطى المبحوث خيارات محددة لابد أن يلتزم بها، وقد تكون الأسئلة ذات نهايات مفتوحة حيث يترك للمبحوث حرية الإجابة باختيار الأسلوب والعبارات التي يرتئيها مناسبة.
وتمتاز المقابلات المقننة بسرعة إجراءها وسهولة تفريغها وتحليلها. ويعتبر هذا النوع من المقابلات علمي أكثر من المقابلة الغير مقننة وذلك لسهولة تفريغها وتحليلها ولتوفيرها الضوابط اللازمة التي تسمح بصياغة تعميمات علمية.
وعلى الباحث أن يكون قادر على إجراء كلا النوعين من المقابلات المقننة والغير مقننة. ويجب على الباحث أن يعي أن المقابلة ليست مجرد أسئلة عرضية وإجابات عامة، إنها أوسع من ذلك بكثير. إنها تتطلب من الباحث الخبرة والدراية بفن المقابلة والإلمام بموضوع المقابلة.

ويتميز هذا الأسلوب من المقابلات بما يلي (معلا، 1994):
1-  كون الأسئلة التي يتكون منها نموذج المقابلة معدة مسبقا، فان ذلك يضمن قدرا من الترتيب المنظم المرغوب فيه في البيانات التي يتم جمعها.
2-  يساعد الإعداد المسبق للأسئلة في اختيار الألفاظ والعبارات بعناية مما يؤدي إلى احتمال تقليل التأويل والفهم الخاطئ للأسئلة.
3-  إن وجود صحيفة استبيان معدة مسبقا يساعد على اختبارها والتأكد من صلاحيتها فبل إجراء المقابلة.
4-  سهولة مراجعة وجدولة وتحليل البيانات التي يتم جمعها من المقابلات الموجهة، وذلك للنمطية العالية في الأسئلة التي تؤدي إلى الحصول على إجابات نمطية.

5- أسلوب الشخص الثالث The Third – Person Technique : 
تعتبر من أبسط الأساليب التي تستخدم في الحصول على المعلومات بشكل غير مباشر، وذلك عند إحجام المبحوث عن إبداء رأيه أو التعبير عن مواقفه تجاه قضايا معينة (معلا، 1994). مثال على ذلك، قيام إحدى الشركات السياحية بإجراء بحث تسويقي للتعرف على أسباب رفض فئة من الجمهور السفر بالطائرة. فعندما سئلوا لماذا، لم يجيبوا بصراحة، ولكن عندما سئلوا السؤال التالي: هناك نسبة من الجمهور ترفض السفر بالطائرة، فما هو السبب الرئيس برأيك، فكانت الإجابة أن إحجامهم عن ركوب الطائرة هو خوفهم من السفر بالطائرة. هذه الإجابة هي تعبير غير مباشر عن المبحوث نفسه.
6-المقابلة المعمقة Focus Interview:

وهي تناسب البحوث الاستكشافية، وتبدأ المقابلة بأن يحدد الباحث الموضوع ويترك للمبحوث التعبير عن رأيه دون مقاطعة أو اعتراض، وكل ما يمكن أن يقوله الباحث فيما يقال: عظيم جدا، يا ترى لماذا، ماذا تقصد بهذه العبارة أو ما شابه ذلك. وعادة تتم المقابلة المعمقة مع عدد من المبحوثين وينصح ألا يزيد عن 6 أشخاص وذلك لسهوله ضبطهم وتوجيههم من قبل الباحث.


مثال على كيفية استخدام المقابلة المعمقة: دراسة ظاهرة تفاقم الجريمة أو ارتفاع معدل البطالة في مدينة ما بشكل مفاجئ، حيث يتم ذلك من خلال دعوة عدد من الخبراء والمختصين في الموضوع للالتقاء في مكان مناسب للتباحث والتدارس في المشكلة للوقوف عن كثب على أسبابها وأبعادها.

Post a Comment

Previous Post Next Post