ظلت المحاسبة على مدى قرون عديدة تقوم بالمهمة التقليدية لها والمتعارف عليها من خلال تسجيل وتبويب وقياس الاحداث ذات الاثر المالي والتقرير عن كل الاحداث بهدف خدمة مستخدمي المعلومات المحاسبية فيما ازداد الاهتمام باحتياجات العديد من الاطراف الاخرى كالمستثمرين والاحتياجات الاخرى ذات العلاقة تزامنا مع التوسع الهائل في نشاطات المنشأه على مستوى العالم . الامر الذي مكن تلك الشركات من السيطرة على الموارد البشريه والبيئيه على حد سواء .
ولما أدى استخدام تلك المواد الى احداث أثار سلبيه على البيئه والانسان معا كان لابد للمحاسبة من الخروج عن اطارها التقليدي المتعارف عليه الى اطار يتصف بالشموليه ويعمل على رصد الاحداث والتقارير عنها في شتى المجالات ومن ضمنها التقرير عن الاداء الاجتماعي مما سيوفر .

2_2  الاطار الفكري للمحاسبة الاجتماعيه
من الملاحظ انه زاد الاهتمام في الوقت الحالي بالمسئوليه الاجتماعيه وقد قامت بعض الشركات الكبيرة وخاصة المساهمة بوضع برامج ووسائل خاصة وإدارات مهمتها هي المسئوليه الاجتماعية وتقديم المنافع للمجتمع ويلاحظ ذلك ذلك في الكثير من تقارير مجلس الادارة بحيث قامت بوضع بند خاص بالمسئوليه الاجتماعيه وما قد قدمته هذه الشركه للمجتكع خلال سنه .
وقد برزت عدة جهود هدفت في مجملها الى اعادة تعريف المحاسبه في ظل هذا الاطار الواسع كان أبرزها ماجاءت به جمعيه المحاسبه الامريكيه (            )
إذ أكدت على ان المهمة الاساسية للمحاسبه هي خدمة الاغراض الاجتماعيه والاقتصاديه نتيجة هذا التوسع في مهمة المحاسبه ظهرت ماتسمى بمحاسبة المسئوليه الاجتماعيه كفرع من فروع المحاسبه مما زاد من أهمية وهدف الوظيفة المحاسبيه مما أعطاها دورا واسعا من الممكن أن تلعبه في خدمة المجتمع .
كما تعتبر المحاسبه عن المسئوليه الاجتماعيه من أحدث مراحل تطور الفكر المحاسبي ويرتبط تطورها باحتياجات المستخدم منها واتساع قاعدة الملكيه نتيجة ظهورالشركات المساهمة كل ذلك أدى إلى ارتفاع نسبة الاهتمام بالبعد الاجتماعي للمشروع .
وقد أثار ذلك التوسع في البعد الاجتماعي للشركات والمؤسسات قضيتين هامتين هما أ_ التوسع في القياس المحاسبي
  بمعنى الخروج بالقياس للأحداث الاقتصادية داخل المشروع إلى الاحداث الخارجية للمشروع مع المجتمع.
ب_ التوسع في الافصاح المحاسبي
بمعنى زيادة الاهتمام بإفصاح الشركات والمؤسسات عن الانشطة الاجتماعيه التي تقوم بها وإيصال هذه المخرجات إلى الفئات المستفيدة بحيث أصبح الافصاح لايشمل احتياجات المستثمرين والدائنين فقط وإنما احتياجات المجتمع ككل

تعاريف ومفاهيم المسئولية الاجتماعية
يوجد تعريفات عديدة للمسئوليه الاجتماعيه منها تعريف دركر المسئوليه الاجتماعيه على انها  واجب على كل منشأه يقتضي العمل على تحقيق الارباح الكافية لتغطية الارباح المستقبليه المتعلقة بواجباتها تجاه البيئه .(التويجري 1988, ص 20)
أما ديفيز وبلومستروم فقد عرفا المسئوليه الاجتماعية على أنها التزام المنشأه بأن تضع نصب عينيها خلال عمليه صنع القرارات الأثار والنتائج المترتبه عن هذه القرارات على النظام الاجتماعي الخارجي بطريقة تضمن  إيجاد توازن بين تحقيق الارباح الاقتصادية المطلوبة والفوائد الاجتماعية المترتبة على هذه القرارات (التويجري ,1988, ص 20)
وقد عرف السيد الشحات خضر المسئوليه الاجتماعيه بأنها الانشطة التي يقوم بها المشروع للوفاء باحتياجات اجتماعيه سواء للبيئة الاجتماعية الخارجية أو الداخلية (العاملين) وينشأ عنها تكاليف أو ضياع يمكن قياسه بطريقة أو بأخرى دون أن يعود على المشروع منها فائدة أو منافع سواء قام بهذه الانشطة اختياريا أو الزاميا تنفيذا لاحكام القوانين واللوائح (خضر,1988, ص8)
وقد جاء التعريف الاكثر شمولا ماجاء به كارول إذ عرف المسئوليه الاجتماعية على أنها التزام يتوجب على قطاع الاعمال القيام به تجاه المجتمع وأن من شأن هذا الالتزام أن يعمل على تعظيم الاثارالايجابيه لنشاطات المنظمات على المجتمع وتخفيض الاثار السلبيه لتلك النشاطات إلى أكبر قدر ممكن .
2_4 تعاريف ومفاهيم محاسبة المسئوليه الاجتماعيه
تعتبر محاسبة المسئوليه الاجتماعية احدث مراحل التطور المحاسبي ولقد كانت نشأة هذا التطور نتيجة الازدياد المضطرد في حجم وقدرات الوحدات المحاسبية وبصفة خاصة الشركات المساهمة ( الشيرازي 1990 ص 27)
ولم يعد الاهتمام مقصورا عل نطاق مصالح المساهمين والمحافظة عليها فقط بل تجاوز ليمتد إلى دراسة وتحليل الاثر الاجتماعي لنشاط المنظمة على البيئة التي تعمل فيها وبذلك أضافت المحاسبة لجملة أهدافها بعدا جديدا وهو البعد الاجتماعي إذ أدى ذلك كله إلى نشأة فرع جديد من فروع المحاسبه وهو محاسبة المسئوليه الاجتماعية (مطر واخرون 1996,ص 18)
ولقد مر تعريف محاسبه المسئوليه الاجتماعيه بعدة اطوار وتعريفات لهذا الحقل من حقول المحاسبة اذ عرف يد لينويز المحاسبة الاجتماعية الاقتصادية على أنها نظام محاسبي يختص في عملية قياس الصفقات او العمليات التي تحدث فيما بين المنشأة والبيئه الاجتماعية من حولها ومن ثم الافصاح عن الاثار التي تترتب عليها لجميع الاطراف ذات العلاقة . وعليه فإن الهدف الرئيسي لهذا النظام يتمثل في قياس والافصاح عن التكاليف والفوائد الاجتماعية لمنشآت الاعمال (مطر 2004 ص 416).
أما موبلي فقد عرف المحاسبة الاجتماعيه الاقتصاديه على أنها القيام بترتيب وقياس وتحليل الاثار الاجتماعيه والاقتصاديه الناتجة عن سلوك القطاع الحكومي ومنظمات الاعمال .
كما أن راماثان قد عرف المحاسبه الاجتماعيه على انها عمليه اختيار تقوم بها المنظمة للمتغيرات والمقاييس وأساليب القياس والعمل على التطوير المنظم للمعلومات المفيدة في تقييم الاداء الاجتماعي للمنظمة وتوصيل هذه المعلومات إلى المجموعات ذات العلاقة سواء بداخل المنظمة أو خارجها (الفضل وأخرون 2002 ص 164 )
أما جري وبيركز فإنهما يعرفان محاسبة المسئوليه الاجتماعيه بأنها عمليه قياس وتوصيل المعلوات ذات الصلة بأثار ونشاطات منظمة على رفاهية العاملين والمجتمع المحلي والبيئه .
2_5 أهداف المحاسبة الاجتماعية
وبناء على ماسبق يمكن القول أن أهم أهداف المحاسبة الاجتماعية هي
أ_ تحديد وقياس صافي المساهمة الاجتماعية للمنشأة عن طريق مقارنة التكاليف والمنافع الاجتماعية
ب_تقييم الاداء الاجتماعي للمنشأة وذلك من خلال ماإذا كانت استراتيجية وأهداف المنشأة تتماشى مع الاولويات الاجتماعية من وجهة نظر المشروع في تحقيق مستوى مرضي من الارباح
ج_الافصاح عن الانشطة التي تقوم بها المنشأة والتي لها أثار اجتماعية ( أثر قرارات المنشأة على صحة العاملين )وإيصال كل المخرجات لكافة الاطراف المستفيدة الداخليه والخارجية


Post a Comment

Previous Post Next Post