1- إسلامية آراء
ابن خلدون:
أ.
ادعاءات المستشرقين ضد ابن خلدون:
الفكرة التى
يروج لها الأوروبيون هى أن البعد الإسلامي أو العامل الإسلامي لم يلعب دوراً فى
فكر ابن خلدون. من أشهر الآراء التى قالها الأوروبيونعن ذلك([1]):
§
رأى المستشرق
الهولندى دى بوير: الدين لم يؤثر فى آراء ابن خلدون العلمية بقدر ما أثرت
الأرسطوطالية الأفلاطونية.
§ رأى المستشرق ناثانيل شميت : ابن خلدون إذا كان يذكر خلال بحثه كثيراً من
آيات القرآن الكريم فليس لذكرها علاقة جوهرية بتدليله، ولعله يذكرها ليحمل قارئه
على الاعتقاد بأنه فى بحثه متفق مع نصوص القرآن.
§ رأى المستشرق الألمانى فون فيسيدندك: ابن خلدون تحرر من أصفاد التقاليد
الإسلامية فى درس شئون الدولة والإدارة وغيرها.
ب.
دراسات أثبتت إسلامية آراء ابن خلدون:
في مواجهة
محاولة الأوروبيين قطع الصلة بين فكر ابن خلدون والإسلام قام مفكرون مسلمون ببحث
هذه القضية بحثاً علمياً منهجياً. نعرض نتائج بعض الأبحاث في هذا الموضوع.
كتب الدكتور
مصطفى الشكعة دراسة عن ابن خلدون. وقد لقيت هذه الدراسة اهتماماً واسعاً لأهمية
النتائج التى تضمنتها عن مساهمة ابن خلدون. الدراسة كلها كاشفة عن الأسس الإسلامية
فى فكر ابن خلدون. مع أن الدراسة كلها لها توجه إسلامى إلا أن الباحث خصص الباب
الرابع للموضوع التالي: نظرية العمران إسلامية الأسس والتكوين. من النتائج التى
تضمنها هذا الباب ([2]):
§ حدد ابن خلدون شكل الحكومة التى تسوس العمران الإنسانى وحصر هذا الشكل فى
الإطار الإسلامى الصحيح، وأن نظام الحكم الذى اختاره للعمران الإنسانى نظام إسلامى
القاعدة والمنبع، شرعى المبنى والتطبيق.
§ كتب ابن خلدون عن المناصب فى الدولة الإسلامية مثل القضاء والشرطة والحسبة.
وناقشها باعتبارها من الوظائف الشرعية وربط العمران بها.
§
كتب ابن خلدون
عن ملامح مجتمع العمران وكلها ملامح إسلامية. من ذلك دراسته الموسعة عن التربية
والتعليم.
§ ابن خلدون بنى نظريته فى العمران البشرى والاجتماع الإنسانى على علم
التاريخ وأحداثه بعد تنقيتها من الزيف وتصويبها من الخطأ وتجريدها من الغلو من
خلال منهج دقيق وضعه علماء الحديث هو علم الجرح والتعديل، ومن ثم فإن المنهج
التصحيحى الذى طبقه ابن خلدون فى دراسته للتاريخ هو منهج إسلامى أصيل.
§ الدكتور عماد الدين خليل من المفكرين المسلمين الذين درسوا ابن خلدون
لمعرفة إسلامية فكره. بناء على دراسته استنتج مايلى([3]):
§ ماكتيه اين خلدون فى مقدمته يرد على مزاعم المستشرقين. إن البعد الإسلامى
واضح ومحدد وحاسم فى الموضوعات التى بحثها فى مقدمته. ومراجعة لهذا المؤلف تثبت
ثلاثة موضوعات رئيسية. الأول : دور الدين فى الواقعة التاريخية. والثانى :
الاتجاهات الدينية فى تفسيره لعديد من وقائع التاريخ الإسلامى. الثالث : تحليل دور
الدين (فلسفة الدين).
دكتور عماد الدين خليل، ابن خلدون إسلامياً، المكتب الإسلامى، الطبعة
الأولى، 1403هـ ـ 1983 م.
Post a Comment