نشأة التجارة
الخارجية
التجارة الدولية ليست حديثة العهد وإنما ترتبط بتطور الفكر الاقتصادي ومدارسه المختلفة . وكان الفكر
التجاري الذي ساد أوربا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر قد أدى إلى إخضاع
التجارة لقيود متعددة بهدف المحافظة على
المعدن النفيس ( الذهب ) .
إننا نجد أن الثورة الصناعية وظهور الدول القومية مع سيادة المذهب الطبيعي
أطلقت العنان لحرية التجارة الدولية تحت شعار ( دعه يعمل – دعه يمر ) laissez – passer)
laisszr-faire, )
وقد ظهرت نظرية (هيوم
) في التوازن التلقائي لتوجه أول ضربة لفترة القيود التجارية ، حيث أثبتت عن طريق
تحليل الميزان التجاري أن زيادة الواردات عن طريق المعدن النفيس إلى إنجلترا مثلاً
، ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الإنجليزية
قياساً إلى غيرها ، فعندئذ تقل حركة الصادرات ثم
ترتفع الإيرادات ويبدأ الذهب بالتسرب إلى الخارج من جديد . وهذه النظرية
تضمنت ثلاثة عوامل أساسية هي :
أولاً . افتراض
العلاقة بين كمية النقود في البلد ومستوى الأسعار
.
ثانياً . إن حجم
التجارة بين بلد وأخر يتوقف على
العلاقة بين مستوى الأسعار في كل منهما .
ثالثاً . إن البلد
الواحد فيه مستويات مختلفة الأسعار تبعاً لنوع النشاط الاقتصادي ، الأمر الذي يؤدي الى حركة متقابلة وفقاً لأنواع السلع
. إن هذه الاختلافات تؤدي بالنتيجة الى مستوى
عام للعلاقة التجارية يستفيد منه البلدان ، وكذلك الانسجام بين المصلحة
الفردية للمصدرين والمصلحة العامة للمجتمع
(1). لأن هدف الفرد أن يسعى لتحقيق الربح بتصدير السلعة الرخيصة الثمن إلى
بلد يكون السعر عالياً فيها. ولكن مجموع حركة المصدرين لمختلف السلع تؤدي الى
تحقيق مصلحة المجتمع .
إرسال تعليق