النظريات التقليدية في الفائدة

       في نظر التقليدين ، لا تعتبر الفائدة أن تكون ثمناً للادخار ، وجاءت الرأسمالية على يد  نخبة من المفكرين في مجال الاقتصادي بأقوى مبرراً – من وجهة نظر رأسمالية للفائدة إذ فسرتها بوصفها تعبيراً عن الفارق بين قيمة السلع الحاضرة وقيمة سلع المستقبل اعتقادها منها بأن للزمن دوراً    ((ايجابيا ))   في تكوين القيمة.
    " فالقوة الشرائية لدينار اليوم أكبر من القوة الشرائية لدينار المستقبل فإذا أقرضت غيرك دينارا إلى سنة من حقك في نهاية السنة أن تحصل على أكثر من دينار لتسترد بذلك ما يساوي القوة الشرائية للدينار الذي أنفقته على القرض وكلما بعد ميعاد الوفاء ازدادت الفائدة التي تستحقها الرأسمالي تبعا لازدياد الفرق بين قيمة الحاضر و قيمة المستقبل بامتداد الفاصل الزمني بينهما " (1 ).
   وقد تأثر التقليديون في موقفهم في تحليل القيمة ، وذلك يمكن أن نقسمهم إلى اتجاهين وهما :
      
-       اتجاه قد اهتم بتحليل عرض الادخار وهذه هي نظرية الامتناع أو التفضيل الزمني .
-       اتجاه قد اهتم بتحليل طلب الادخار وهذه هي نظرية إنتاجية رأس المال .
الرسم البياني رقم (18)








--------------------------------------------------------
(1) محمد باقر الصدر  - ص54 – مصدر سابق .
- 49 –
أولاً – نظرية التفضيل الزمني ( الامتناع ) :
       قد اهتمت هذه النظرية  بتحليل عرض الادخار وهذه هي نظرية الامتناع أو التفضيل الزمني ، وكما استنتج " سنيور  " من خلال هذه النظرية هي عكس النظرية التقليدية في القيمة ، وهي تلك التي تفسر القيمة بنفقة الإنتاج  ، فقد اهتمت نظرية التفصيل الزمني  بدراسة  لماذا يتطلب  المقرض الفائدة ن بل لم تهتم بدراسة لماذا يدفع المقترض الفائدة ، وخلاصة هذا الاتجاه أن سعر الفائدة يتحدد بعرض وطلب الادخار والفائدة تميل إلى التساوي مع التضحية التي يتحملها المدخر ، وكذلك خلصت هذه النظرية إلى أن كل ادخار يتحول إلى استثمار . وتلاحظ على النظرية :
-       الفائدة هي ثمن الامتناع عن الاستهلاك ، إي ثمن الادخار .
-       تحليل عرض الادخار ، وانتهت إلى أن الفائدة يحدد  بالتضحية التي يتحملها المدخر .
ثانياًنظرية إنتاجية رأس المال :
    تهتم  هذه النظرية بتحليل طلب الادخار ، وأن أصحاب هذه النظرية لهم رأي معاكس عن الاتجاه الأول  بتحليل الطلب ، وذلك خلصت إلى أن الفائدة تتحدد بعرض وطلب الادخار .
   والى أن تميل إلى تساوي مع الإنتاجية رأس المال . فإذا حدث تغيرات في كلا الفائدة والإنتاجية :
  -   ارتفاع الفائدة عن إنتاجية رأس المال   فإن يؤدي إلى انخفاض الطلب على المدخرات عن عرضها .
 - انخفاض الفائدة عن إنتاجية رأس المال   فإن يؤدي زيادة الطلب على الادخار ( زيادة الاستثمار ) .

النظرية المزدوجة:
   هي النظرية التي بواسطتها تمت  التوفيق بين النظريتين السابقتين ، حيث خلص "** مارشال" أن سعر الفائدة يتحدد بعرض وطلب الادخار ، والى الاعتماد على الإنتاجية لتفسير الطلب ن وعلى الامتناع لتفسير العرض .
    لقد تعرضت هذه النظريات إلى انتقادات من قبل "كينز* وهذه النظرية العينية التي تحدد الفائدة بالطلب الكلي وبالعرض الكلي لرأس المال .

*Marshall :Principles , V1  R.S 84 , p 593 .                                                                                                                                                             Keynes :Ch,14 ,App, p 186.*


Post a Comment

Previous Post Next Post