في إطار التغيرات الحديثة والتطورات المتسرعة على صعيد العلاقات الاقتصادية
الدولية تحت مظلة ما يعرف بالعولمة التي أصبحت سمة مميزة للأسواق الدولية
والمعاملات الخارجية بين الدول، أصبحت دراسة العلاقات الاقتصادية بين الدول، بل
والمناطق، موضوعا هاما ومثيرا خصوصا ونحن نعيش وسط أمواج من الأحداث الاقتصادية
المتغيرة لحظيا والمتجددة باستمرار.
وقد نمت التجارة الخارجية مع
نمو الحضارات وكان تشكل السوق العالمي لمنتصف القرن التاسع عشر نتيجة للثورة
الصناعية ، وقد أدى نمو الإنتاج إلى المؤسسات الصناعية والتجارية ، والبنوك ،
والنقل والمؤسسات الأخرى .
ومع التطور الصناعي في وسائل
النقل والموصلات وحركة الموصلات وحركة رؤوس الأموال والأشخاص ،أصبحت العلاقة بين
الاقتصاديات إلى حلقات متماسكة في جسم
الاقتصاد العالمي .
تشير العلاقات الاقتصادية الدولية إلى أن كل دولة تتأثر
بالدول المحيطة بها نظرا لوجود علاقات بين الدول، إذ أن نجاح أي دولة أو فشلها
يعتمد على قوة علاقاتها الاقتصادية بالدول الأخرى. وفي ظل العولمة فإن العالم كله
يصبح كيان واحد، ويزيد الاندماج الاقتصادي على مستوى العالم وذلك نتيجة لعمليات
تحرير التجارة، وتحرير تدفقات رؤوس الأموال بين الدول، وسهولة انتقال عنصر العمل
والمعرفة الفنية، وذلك في ظل انفتاح الدول والتقدم الفني في مجال الاتصالات
والمواصلات والفضائيات.
لذلك فإن العلاقات الاقتصادية الدولية هي دراسة للعلاقات
والتفاعلات والمعاملات والأنشطة المختلفة التي تتم بين مختلف الدول والتجمعات
الاقتصادية، وكذلك الشركات دولية النشاط، والمنظمات الاقتصادية الدولية، ومؤتمر
الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، ولجنة العشرين، ومنظمة التجارة العالمية.
ماهية العلاقات الاقتصادية الدولية
وأهميها:
إن العلاقات الاقتصادية الدولية هي الصلات
التي تربط الدول ذات السيادة على أرضيها اقتصاديا، وتعتبر هذه الروابط معياراً
رئيساً التي تنظم هذه المعاملات والمبادلات التي تنظم هذه العلاقات في إطار
العلاقات الاقتصادية الدولية.
في ظل الاقتصاد البدائي، أن التبادل والتعامل الدولي قديم قدم عملية
الإنتاج والحياة ذاتها، ومع نشأة التخصص وتقسيم العمل بين الأفراد والجماعات،بدأ
اقتصاد التبادل بفرض وجوده، واتسع نطاق المقايضة ليتعدى حدود ضيقة ترتبط بسوق
محدد.
يرى بعض
خبراء السياسة وبخاصة الإستراتيجيون منهم أن العلاقات التجارية بين الدول في غاية
الأهمية، ليس فقط من الناحية الاقتصادية، وإنما من الناحية السياسية والأمنية.
فكلما
تعمقت هذه العلاقات تحسنت الظروف الأمنية العالمية، مما يؤدي إلى تقليل الحروب
وتخفيف حدة الأزمات.
إرسال تعليق