حالات مقترحة لتحسين إنتاجية العمل إدارة العمل ضمن الفرق
*********************************************************************************************************************
  المقدمة
    هناك عدة من الحالات المقترحة والتي يتم بواسطتها تحسين إنتاجية العمل في عدة من المشروعات الصناعية والخدمية ، وذلك بغية الوصول إلى كفاءة إنتاجية ، ومن الحالات المقترحة لتحسين إنتاجية العمل هي إدارة العمل ضمن الفرق ، إن الإدارة والقيادة الحكيمة هي التي تكون قادرة على قيادة الآخرين من أجل تحقيق إنجازات متميزة وهذا النوع من القيادة يكون له السبق في فهم الوضع الحالي وما يؤثر عليه من مستجدات كما أنها تكون قادرة على فهم ما سيكون عليه المستقبل حيث تنظر إليه بطريقة ذكية وتعمل على تطويعه لخدمة أهدافها.
    فإن لم تستطع هذه القيادة تطويع المستقبل ليتلاءم مع خططها، أبدعت أساليب متطورة وغيرت من خططها لخلق ظروف أفضل للنجاح، إن هذا النوع من القيادة تكون متبصرة للمستقبل آخذة بعين الاعتبار إنجازاتها في الماضي. فهي كقائد السيارة، ينظر في معظم الوقت إلى الأمام لكنه يلتفت بين الفينة والأخرى في المرآة ليرى ما خلف وراءه .
     هذه القيادة تكون قادرة وبكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة نفسها بأناس قادرين على مد يد العون والمساعدة لها في أي وقت لإتمام الخطط التي وضعتها،وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسية وهم الفرق التي تحقق النجاح لها بشكل خاص وللمؤسسة التي يعملون فيها بشكل عام، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه الفرق على الهدف الخاص لكل فرد من أفراد الفريق.
    إن وجود الفرق يؤدي إلى طمأنة الأفراد خاصة عندما يخرجوا من نطاق "منطقة الراحة" التي تعودوا على العمل داخلها، فهم يشعرون بالراحة والطمأنينة ما داموا بداخل هذه المنطقة، ويشعرون بشيء من القلق إذا خرجوا منها.
   القيادة المتبصرة تُخرج أفراد الفرق خارج منطقة الراحة ليتدربوا على ظروف وأعمال وأوضاع ليست مألوفة إليهم، وليحصنوا بالبصيرة ووسع الأفق والتدرب على العمل بفعالية اكبر مع بعضهم البعض.         إن بعض التمرينات والتحديات التي تمارسها الفرق خارج منطقة الراحة تساعد أفراد الفرق على فهم بعضهم بعضاً وتركز على الكيفية التي يستطيعون بموجبها أن يكونوا أكثر فعالية. وهنا فإن الفرق تسعى إلى استنباط حلول للمهام التي تود إتمامها، ويتبادل أفراد الفرق الآراء ويضعون القرارات السريعة ويستطيعون التواصل بشكل سريع وفاعل.
- 16 -

   إن الهدف من إدارة العمل ضمن فرق هي تبسيط إدارة العمل في المصانع الإنتاجية لغرض تقليل من هدر الوقت وزيادة إنتاجية العمل ، حيث أن إدارة مجموعة صغيرة من فرق العمل من الذين تم اختيارهم حسب رغبتهم وكفاءتهم الذهنية والمهنية وبالتالي تؤدي إلى تقوية روح المشاركة لدى العاملين "روح الفريق الواحد" وأهمية كل فرد من أفراد الفريق.
   حديثاً جاءت فكرة تطبيق أسلوب حديث لتطوير وتحسين إنتاجية العمل في عدة مشروعات صناعية في كثير من الدول العالم وخصوصاً مصانع التي تقوم بإنتاج مواد الاحتياطية للسيارات وغيرها.
  وحيث تكون الفكرة *( M.D.W ) مهمة موجهة لفرق العمل وتحت شعار (** K.E.KA ) لأفضل نوعية إنتاج، والعمل المتقن ،وأقل تكلفة ، ومحافظة على بيئة العمل ، وعلى  هذا الأساس تم تقسيم وجبة العمل على شكل ثلاثة مجاميع العمل أي فرق العمل  (Work Teams  ) بحيث كل فريق عمل من هذه الفرق يرمزون بلون فمثلاّ ( فريق أخضر، فريق أزرق ، فريق برتقالي ولكل فريق يحق له رفع شعار معين لغرض رفع معنويات فريقه والعمل من أجله  ، وحيث يتم اختيار أعضاء ضمن فرق العمل  كل حسب رغبته وكفاءته المهنية ومع مراعاة القوة الجسدية والعمر ليتلاءم مع طبيعة العمل ، إضافة إلى تهيئة جميع مستلزمات منها تطوير المكائن بأحدث وسائل المساعدة لتبسيط العمل على العاملين من أجهزة القياس ، والربوت ، وأجهزة التنبيه ،ووسائل الاتصال عند حدوث أي خلل وسرعة معالجتها ، وتدريب المعاملين على هذه الطريقة من العمل  واختيار قائد أو مسئول الفريق من ذوي كفاءات مهنية وقيادية لإدارة الفريق ("Team Leader ) ، ويكون مسئولا مباشراً أمام مسئول وجبة العمل ( Shift Leader ) عن إدارة فريقه والمهمة الموكلة وذلك بتدوين جميع كميات الإنتاج وساعات العمل المنجز والخلل والتوقفات للمكائن والإصابات وغيرها حتى نهاية الأسبوع وكذلك إيجاد نتائج النهاية وإيجاز فريقه بما أنجزه واستماع إلى مقترحاتهم لغرض تجنب الأخطاء التي حصلت خلال العمل . وإضافة إلى ذلك يتم  تقييم وقياس النتائج لفرز الفريق الفائز، ويتم جمع نتائج عمل لفرق الثلاث من قبل مسئول وجبة العمل وإعلان النتائج النهائية لعمل الشهري وتدوينه في لوحة النتائج ، وكذلك تأشيره كالتالي : اللون الأخضر بالنسبة من 90% - 100%  واللون الأصفر 70 % - 89 % و اللون الأحمر 49% - 69% وفي الحالة الثالثة فيجب تشخيص الخلل ومعالجتها حسب الطرق المتبعة " تعريف الخلل – جمع كافة العوامل – كتابة تفاصيل المعضلة – معرفة جميع خيارات الحل – اختيار أفضل حل – قم بتصليح الخلل واستمر بالعمل .
 "ويمكن ملاحظة هذه المعلومات في نهاية التقرير مكتوبة بالغة النرويجية وتم ترجمتها من قبلي .
* Mission- Directed Work Teams.   English langauge
** Kvalitet – Effektivitet – Kostnad – Arbeidsmiljø -  Norwegian language

-  17-
     حيث يتم إجراء هذه الخطوات لمعالجة أية معضلة في العمل اليومي في المصانع الإنتاجية ، ويمكن تمثيل هذه العملية بالشكل الأتي :
المرحلة الأولى – تعريف المعضلة
المرحلة الثانية - جمع كافة العوامل
المرحلة الثالثة - كتابة تفاصيل المعضلة
المرحلة الرابعة - معرفة جميع خيارات الحل
المرحلة الخامسة - اختيار أفضل حل
المرحلة السادسة - قم بتصليح الخلل واستمر بالعمل
وأما وسائل زيادة الإنتاجية العمل تعتمد على ما يلي :
أولاً . الاهتمام بسياسات الأفراد المختلفة فينبغي الاهتمام باختيار الأفراد الجدد حسب الوصف الدقيق للوظائف و الاهتمام بتقييم الوظائف و بتخطيط القوى العاملة والأجور و مختلف أنواع الحوافز الأخرى سواء كانت مادية أو معنوية حيث أن الحوافز لها تأثيرها على زيادة رغبة القوى العاملة في الإنتاج و الاهتمام بالتدريب الإداري و الفني بما يناسب مع الاحتياجات التدريبية الحقيقية و الاهتمام بالأمن الصناعي و يؤدي الاهتمام بكل ما سبق إلى  زيادة الإنتاجية .
ثانياً , الاهتمام بالإنسان  و بمشاركة العاملين في اتخاذ القرارات و بالاتصال و العمل على توافق التنظيم غير الرسمي مع التنظيم الرسمي  لصالح العمل . كل ما سبق يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.
ثالثاً . الاهتمام بالتخطيط لوضع الخطط المناسبة للعمل و بمشاركة العاملين عند وضع الأهداف و الاهتمام و التعيين و التوجيه والرقابة و التنسيق لأي عمل من الأعمال و العمل على التوفيق بين الإمكانيات البشرية و المادية و العوامل البيئية بهدف زيادة كمية الإنتاج و تحسين نوعه.
 رابعاً . الاهتمام بالظروف المحيطة بالعمل سواء طبيعية مثل درجات الحرارة و الرطوبة وشدة الإضاءة و الغازات و الضوضاء والألوان و النظافة و الخدمات الصحية و يؤدي الاهتمام بالظروف السابقة  إلى زيادة الإنتاجية  نتيجة الإقلال من أعطال العامل و الأقفال من الأمراض المهنية و الحوادث .
خامساً . وضع معايير لأداء مختلف الأعمال و أن تكون كمية و نوعية و زمنية بناء على الأهداف المحددة  فتحديد المعايير بمثابة كنز لإدارة  المنظمة إذ يسمكن عن طريقها تقويم الأداء و التفرقة بين المجد و المهل و بالتالي  يسعى كل فرد للوصول إلى معايير الأداء المطلوبة . مما ينعكس أثره على الإنتاجية بالزيادة .
سادساً . الاهتمام بالدراسات و الأبحاث لمعرفة أسباب الأعطال و المشاكل المختلفة التي تؤثر على إنتاجية فريق العمل و محاولة التغلب عليها بهدف زيادة الإنتاجية .
سابعاً . الاهتمام بدراسة العمل و هي دراسة علمية منظمة لتسجيل النتائج و البيانات و المعلومات الخاصة بطرق أداء عمل معين ثم تحسينها و تطبيق أسهل الطرق و أكثرها فاعلية لأداء هذا العمل .
ثامناً . الاتصال بالجامعات و معاهد البحوث و الهيئات المعنية بالإنتاجية على مستوى الدولة. و التنسيق معها و تبادل الخبرات بينها و الاستفادة بما توفره كل هيئة في مجال اختصاصها من أبحاث و تقارير تفيد في تطوير إنتاجية العمل.
   وخلاصة التقرير حول جدوى الاقتصادية باستخدام هذه الطريقة في عدة مشروعات في الدول العالم وخصوصاً في الدول الصناعية ، حيث طبقت هذه العملية في المصنع ( TI Automotive System ) لإنتاج مواد الاحتياطية للسيارات فالفو ، ساب ، سكانيا  في النرويج سنة 2006 م ,
  إن تطبيق هذا الأسلوب للعمل  ضمن الفرق في المشروعات الصناعية قد أثمرت يؤدي إلى:
- إحراز نتائج متميزة للفرد والفريق والمؤسسة.
- تطوير الثقة والتفاني والفهم بين الأفراد.
- إدراك مدى الطاقة المختزنة لدى الأفراد وبناء الثقة بينهم.
- تطوير روح الفخر لدى الأفراد بسبب إنجازاتهم.
- ممارسة نوع من الإثارة والفرح لكسبهم المعرفة من بعضهم بعضاً.
- التعلم على العمل الجماعي بمتعة.
  ومن جهة الاقتصاد القومي فإن الإنتاجية العمل تعبر عن كفاءة الدولة في مجموعها ـ  في إنتاج سلعها و خدماتها ، فالإنتاجية هنا انعكاس لأداء كافة الأجهزة و المؤسسات ، أو هي متوسط أداء هذه الأجهزة الناجحة و الفاشلة و ما بيتهما من درجات النجاح و الفشل .
  فقياس الأداء إذن هو المقياس الصحيح الذي يتحدد من خلال جمع جميع العوامل المؤثرة في التقدم نحو الهدف، وقياس قدرة كل واحد منها على حدة ثم القياس الجمعي لها ثم قياس النتيجة الصحيحة بعيدًا عن العوامل الوهمية التي قد تطفو على السطح، وبحيث يكون ذلك المقياس قياسًا شاملاً للعمليات الحسابية والاجتماعية والشخصية والإعلامية وغيرها من جوانب العمل المختلفة .
    إن إدارة فرق العمل تكون قادرة وبكل المقاييس على الإبداع والخلق وهي قادرة على إحاطة نفسها بأناس قادرين على مد يد العون والمساعدة لها في أي وقت لإتمام الخطط التي وضعتها.
    وهؤلاء الناس هم دعامة القيادة الرئيسية وهم الفرق التي تحقق النجاح لها بشكل خاص وللمؤسسة التي يعملون فيها بشكل عام، حيث يسمو الهدف الأكبر لهذه الفرق على الهدف الخاص لكل فرد من أفراد الفريق.

Post a Comment

أحدث أقدم